د. كيرلس صبرى عضو هيئة الصناعات الرقمية بوزارة الاتصالات : الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعى هدف مصر حاليًا والاستثمار المستمر خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف
حوار- إيمان شهاب
الهجمات السيبرانية أكثر المخاطر تهديدًا لدول العالم ومصر تعزز الأمان السيبرانى وتطور استراتيجياتها لمواجهة أى تهديدات
شهدنا فى الفترة الأخيرة ظهور العديد من الأدوات والتقنيات والتطبيقات الذكية التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى، وقد أثار ذلك جدلاً حول الإيجابيات والسلبيات التى ترافق هذه التكنولوجيا الحديثة التى تنتشر فى المجتمعات، وباتت الدول تسارع فى تطبيقها والاستفادة منها فى جميع قطاعاتها، ومع ذلك لاحظنا أيضًا وجود العديد من التساؤلات التى تدور فى أذهان البشر بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعى، حيث يُعتبر هذا النوع من التكنولوجيا سلاحًا ذو حدين، فبينما يتمتع بإيجابيات كثيرة، لكنه يحمل أيضًا سلبيات، وعلى الرغم من جميع التساؤلات والمخاوف التى لا تزال ماثلة فى أذهان البشر، فإن استخدام المجتمعات للذكاء الاصطناعى لا يتوقف ويتزايد يومًا بعد يوم.
يمكننا القول أن هذه التقنية الحديثة يمكن استخدامها فى تطوير وبناء المجتمعات، بشرط اتباع استراتيجيات تحمى خصوصية الأفراد والمجتمعات، ولقد قامت العديد من الدول العربية، بما فيها مصر، بتخصيص مبالغ كبيرة لتعزيز الذكاء الاصطناعى، مع وجود استراتيجيات وطنية لتحقيق ذلك، وبالإضافة إلى ذلك، وجود قوانين لحماية البيانات الشخصية وخصوصية المعلومات، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الرقمية فى تطوير البنية التحتية للاتصالات.
وفى هذا السياق، أجرت جريدة السوق العربية حوارًا مع الدكتور المهندس كيرلس صبرى، عضو هيئة الصناعات الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والرئيس التنفيذى لشركة "مايكرو" لتكنولوجيا المعلومات والتطوير البرمجي، وذلك للرد على التساؤلات التى تدور فى أذهان البشرية، مثل الهدف الحقيقى لهذه التقنية الحديثة، والمخاطر المحتملة، والتطلعات المستقبلية، بالإضافة إلى موقف مصر من هذا المجال.. وإلى نص الحوار
ت
فى البداية، نود التعرف أكثر عن الذكاء الاصطناعى؟
الذكاء الاصطناعى.. هو مجالاً فى علوم الحاسب يهدف إلى تطوير أنظمة وبرمجيات قادرة على تنفيذ مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، حيث يتيح الذكاء الاصطناعى للأجهزة والأنظمة التعلم من البيانات واتخاذ قرارات بناءً على الأمور المعقدة، وهناك بعض المفاهيم الأساسية فى مجال الذكاء الاصطناعى كالتعلم الآلي، والشبكات العصبية الاصطناعية، ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية، والتفاعل بين الإنسان والآلة، وقد شهدت التقنيات والتطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعى تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، وتُستخدم فى مجموعة متنوعة من المجالات مثل الطب، والتسويق، والسيارات ذاتية القيادة، وغيرها الكثير.
تلماذا تقنية الذكاء الاصطناعى سلاح ذو حدين؟
تقنية الذكاء الاصطناعى سلاح ذو حدين حيث يعتمد تحويلها إلى سلاح أو أداة إيجابية على كيفية استخدامها، فإنه يمكن استخدامها بشكل إيجابى كتطوير التشخيص الطبى أو تحسين عمليات الأتمتة فى الصناعة، ولكن إذا تم استخدامها بطرق غير أخلاقية أو تسببت فى تهديد الأمان السيبرانى أو انتهاك الخصوصية، يمكن أن تكون سلاحًا خطيراً، ولكن التحدى الأساسى هو تنظيم ومراقبة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعى بشكل جيد، إضافة إلى وضع قوانين وإرشادات أخلاقية صارمة للتعامل مع هذه التقنية الحديثة لضمان أن تكون فوائدها أكبر من سلبياتها.
تما إيجابيات وسلبيات هذه التكنولوجيا الجديدة؟
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى لها إيجابيات وسلبيات متعددة، فمن بين الإيجابيات المرتبطة بها تحسين الكفاءة والإنتاجية، وتوفير حلول للمشاكل المعقدة فى مجالات مثل الطب والبحث العلمى والتنبؤ بالأحداث، كما يمكن استخدامها لتحسين الأمان والسلامة، مثل استخدامها فى السيارات ذاتية القيادة لزيادة الأمان على الطرق، وتوفر تطبيقات الذكاء الاصطناعى أيضًا الراحة والتسهيلات فى الحياة اليومية.
أما بالنسبة للسلبيات المحتملة، فقد تتضمن فقدان بعض الوظائف البشرية نتيجة التأتين والأتمتة التى يوفرها الذكاء الاصطناعي، وهناك أيضًا مخاوف من قضايا الخصوصية والأمان، حيث يمكن اختراق الذكاء الاصطناعى وسرقة البيانات الشخصية أو استخدامها بطرق غير مشروعة،تإضافة إلى التحديات الأخلاقية، والتحديات التنظيمية، والتبعيات الاقتصادية التى قد تؤدى تقنية الذكاء الاصطناعى إلى تغيرات فى الهيكل الاقتصادى ومن ثم تحدث تبعيات اقتصادية.
ولذلك فإن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى لابد أن يكون بحذر، وبشكل أخلاقيتمع وجود إطار تنظيمى فعال يحمى الخصوصية والأمان، وتوفير إرشادات أخلاقية صارمة لاستخدامها بطرق مسؤولةتلضمان استفادة أكبر منها وتقليل الآثار السلبية المحتملة.
تما هدفه الحقيقى، من وجهه نظرك؟
الهدف الحقيقى لتقنيات الذكاء الاصطناعى هو تطوير التكنولوجيا، وتحسين الحياة البشرية من خلال تطبيقات يمكنها تحسين الحياة اليومية للأفراد، وتقديم حلول للمشاكل، كما تهدف أيضاً إلىتالتقدم العلمى والتكنولوجى حيث تسهم التقنيات الذكية فى تعزيز البحث العلمي، والتقدم التكنولوجى من خلال تطوير أدوات تساعد الباحثين والمهندسين فى تحقيق تطورات جديدة، إضافة إلى تطوير التعليم والرعاية الصحية حيث أصبح يستخدم الذكاء الاصطناعى فى تحسين التعليم بشكل عام، ورعاية المرضي، وتقديم خدمات أفضل لهم، بالإضافة إلى ذلك فإنه يوفر تحليلات أفضل، ويزيد من الإنتاجية والكفاءة، ومع ذلك يجب مراعاة الأخلاق والمسؤولية فى تطوير واستخدام التكنولوجيا الذكية لضمان أن هذه الأهداف تحقق بطرق تحافظ على الأمان، وتحترم القيم والحقوق الإنسانية.
تما مخاطر الذكاء الاصطناعى؟
هناك عدة مخاطر محتملة مرتبطة بتطور واستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن بين هذه المخاطر، يُعد فقدان الوظائف واحدًا من أكثر المخاطر تخوفًاً، فقد يؤدى التوسع الشامل للذكاء الاصطناعى إلى اتساع نطاق الأتمتة والتطوير التكنولوجى، مما يتسبب فى فقدان بعض الوظائف البشرية،تبينماتالهجمات السيبرانية تُعد من بين أكثر المخاطر تهديدًا، فمن الممكن استغلال الثغرات فى أنظمة الذكاء الاصطناعى لشن هجمات سيبرانية مدمرة، مما يؤثر على الأمان والاستقرار.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى الأسلحة الذكية والروبوتات العسكرية، وهذا يزيد من خطر النزاعات ويطرح قضايا أمنية، ومن ضمنتالمخاطر أيضًا فيما يتعلق بالأمان والخصوصية، حيث يمكن جمع واستخدام البيانات الشخصية فى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلىتالتبعيات الاقتصادية، والتبعيات الأخلاقية، والتمييز وعدم العدالة أو الاستغلال الأخلاقى، وللتقليل من هذه المخاطر، يجب تنظيم واستخدام التكنولوجيا الذكية بعناية مع احترام الأخلاق والقوانين، كما ينبغى تعزيز الشفافية وحقوق الخصوصية، والاستثمار فى أبحاث السلامة والأمان السيبرانى.
تما المتوقع لتقنيات الذكاء الاصطناعى مستقبلاً؟
المتوقع لمستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعى مثير ومليء بالتطورات المذهلة، فهناكتالعديد من الاستخدامات المحتملة للذكاء الاصطناعى التى ستكون متكاملة فى حياتنا اليومية من خلال وجود مساعدين ذكيين فى منازلنا وأجهزتنا، كما سيكون للذكاء الاصطناعى دور هام فى تحسين الرعاية الصحية، وتسريع التقدم العلمى والتكنولوجى من خلال مساعدة الباحثين فى تحليل البيانات واستخلاص الاكتشافات، ومن المتوقع أيضًا أن يشهد النقل الذكى ثورة مع تطور السيارات الذكية، ووسائل النقل المتصلة والمستقلة، وستوسع تقنيات التعلم الآلى لتطبيقات أوسع مثل ترجمة اللغة، والتفاعل مع الأشياء ومع العالم الافتراضي، كما ستساهم تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تحسين التنبؤ والتحليل لدعم اتخاذ القرارات الأفضل فى مجموعة متنوعة من المجالات.
بالإضافة إلى ذلك، ستزيد تقنيات التفاعل بين الإنسان والآلة من خلال دور الروبوتات ومساعدى الصوت فى حياتنا، وستتطور تقنيات الذكاء الاصطناعى لتحسين تجارب التعلم، وتقديم مواد تعليمية مخصصة للطلاب، ومن المهم أيضًا أن يسهم الذكاء الاصطناعى فى تعزيز الأمان والسلامة من خلال مكافحة التهديدات الأمنية وتعزيز الأمان السيبراني، ومع ذلك، يجب أن نتعامل مع هذه التحولات التكنولوجية بعناية ونواجه التحديات المرتبطة بها، بما فى ذلك، الأخلاق والأمانتلضمان استفادة مجتمعنا من الذكاء الاصطناعى بأقصى إيجابية.
تما الاستخدامات الأمثل للذكاء الاصطناعى؟
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى بشكل فعال فى مجموعة متنوعة من الاستخدامات الأمثل فى القطاع الطبى والرعاية الصحية، حيث يمكن استخدامه فى تشخيص الأمراض بدقة عالية، وتوجيه العلاجات المناسبة، وتطوير أجهزة طبية ذكية لتحسين جودة الرعاية الصحية،تبالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى تحسين التعليم من خلال تطوير مناهج تعليمية مخصصة، وتقديم تعليم عبر الإنترنت بشكل أكثر فعالية،تكما يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى التحليلات وعلوم البيانات، وفى الترجمة الفورية، وفى تطوير سيارات ذاتية القيادة وأكثر أماناً.
وقد يمكن استخدام التكنولوجيا الذكية فى الصناعةتلزيادة الإنتاجية، وتحسين مراقبة الجودة من خلال الأتمتة والروبوتات المجهزة بالذكاء الاصطناعي، وفى مجال الاستشارات المالية وتحليل الأسواق، يمكن استخدام التكنولوجيا الذكية الاصطناعية لتحليل البيانات المالية واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
وهناك العديد من الاستخدامات الأخرى للذكاء الاصطناعيتكالتنبؤ بالأحداث الجوية والكوارث، وتحسين خدمات العملاء، والتعرف على الصور والفيديوهات.. ويعتبر هذه مجرد أمثلة قليلة من الاستخدامات الأمثل للذكاء الاصطناعى، فقد يعتمد الاستخدام الأمثل على احتياجات المجتمع، والقطاع الاقتصادي، والتحديات الموجودة.
تكيف تحولت أدوات العالم لذكاء اصطناعى؟
شهدنا تطورًا هائلاً فى استخدام التكنولوجيا الذكية الاصطناعية فى مجموعة متنوعة من الأدوات والتطبيقات حول العالم، فهناك العديد من الأمثلة التى توضح كيف يتم توجيه هذه التكنولوجيا نحو تحسين الأدوات وتسهيل حياتنا اليومية المتمثلة فى الهواتف الذكية، ومساعدى الصوت، وفى السيارات الذكية ذات القيادة الذاتية، وفى تطبيقات لتحليل البيانات والأعمال لتسهيل الأداء وتوفير تجارب أفضل، إضافة إلى تطبيقات الترجمة الذكية التى تُمكنا من التواصل عبر اللغات المختلفة بسهولة، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تشخيص الأمراض وتحسين الرعاية الصحية، كما رأينا منصات التعليم عبر الإنترنت تستفيد من التعليم الآلى لتقديم محتوى تعليمى مخصص وتحفيزى للطلاب.
أما بالنسبة للصناعات فقد تحولت الصناعات إلى صناعات تستخدم الروبوتات والأتمتة المزودة بالذكاء الاصطناعى لزيادة الإنتاجية وتقديم منتجات عالية الجودة، وفى خدمة العملاء أصبحت تعتمد شركات الخدمات على مساعدى الصوت والدردشة الذكية لتقديم دعم فورى وفعال للعملاء، والاستخدام المبتكر يمكن أن يساهم فى مكافحة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، إضافة إلى منصات البث تستخدم توصيات مدعومة بالذكاء الاصطناعى لتقديم محتوى مخصص للمشاهدين، وبالتالى فإن تقدم التكنولوجيا الذكية الاصطناعية قد يؤدى إلى تحسين مجموعة واسعة من الأدوات والتطبيقات، ويسهم فى تحقيق تحسينات كبيرة فى حياتنا، وهذا ما نشهده الآن.
تكيف تأثرت المجتمعات بأنظمة الذكاء الاصطناعى؟
تأثرت المجتمعات بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي، وذلك بشكل إيجابى وبشكل سلبي، فمن الناحية الإيجابية، نجد أنها أثرت على الاقتصاد حيث تساهم التكنولوجيا الذكية فى تحقيق النمو الاقتصادى من خلال زيادة الإنتاجية، وتطوير قطاعات جديدة كتطبيقات الذكاء الاصطناعى والأتمتة الصناعية، كما ساهمت فى تحسين جودة الرعاية الصحية وتطوير علاجات مخصصة، وبالنسبة للتعليم فقد غيرت الطريقة التى نتعلم بها، وذلك من خلال توفير مواد تعليمية عبر الإنترنت والتعلم الآلي، إضافة إلى أن الذكاء الاصطناعى قد شجع على الابتكار والبحث العلمى فى مجموعة متنوعة من المجالات، وتغيرت طرق التفاعل الاجتماعى بفضل وجود مساعدى الصوت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الذكية.
أما من الناحية السلبية، فقد شهدنا تغيراً فى سوق العمل حيث هددت التكنولوجيا الحديثة لبعض الوظائف، كما طرح الذكاء الاصطناعى تحديات جديدة بشأن الأمان السيبرانى وحقوق الخصوصية، مما يستدعى التشديد على السياسات والقوانين ذات الصلة، إضافة إلى السياسة والتنظيم حيث يجب على الحكومات والجهات التنظيمية مراجعة التشريعات والسياسات لمعالجة تأثيرات الذكاء الاصطناعى على المجتمع، فى المجمل يمكن القول بأن المجتمعات تأثرت بشكل كبير بالذكاء الاصطناعى، وهذا يستدعى التفكير فى كيفية توجيه تلك التأثيرات بشكل إيجابى ومسؤول لضمان استفادة المجتمعات من التقنية الذكية بأقصى إمكان.
تهناك تخوف من أن يقضى على البشرية ووظائفهم ويتفوق عليهم، ما تعليقك على ذلك؟
التخوف من أن يؤدى الذكاء الاصطناعى إلى فقدان الوظائف وتجاوز البشر فى بعض المجالات.. هى مخاوف طبيعية ومشروعة وتستحق الاهتمام، لذا من الضرورى أن نأخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار والتعامل معها بجدية، وذلك من خلال التغير فى سوق العمل بتطوير مهارات جديدة، وتعلم كيفية التفاعل مع التكنولوجيا الجديدة، وعلى الرغم من فقدان بعض الوظائف التقليدية، إلا أن التكنولوجيا الذكية يمكن أن تساهم فى إنشاء وظائف جديدة فى مجالات مثل تطوير وصيانة التقنيات وإدارة البيانات، كما يمكن للبشر توظيف التكنولوجيا الذكية لتعزيز إمكاناتهم وتحقيق إنجازات أكبر من خلال التفكير الإبداعى والابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات والمنظمات وضع سياسات وتنظيمات لضمان التوازن بين التطور التكنولوجي، وحماية حقوق العمال، والحفاظ على العدالة الاجتماعية، كما يجب الاستثمار فى التعليم المستمر وبرامج التدريب لتمكين الأفراد من اكتساب المهارات اللازمة للمنافسة فى سوق العمل الجديد، إضافة إلى أنه يجب التنظيم الجيد والتركيز على تطوير البنية التحتية التعليمية والتدريب والتشجيع على الابتكار، وبالتالى يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعى عاملاً إيجابيًا يعزز من فرص التقدم والازدهار.
تأين الدول العربية بشكل عام، ومصر بشكل خاص من الذكاء الاصطناعى؟
بشكل عام، يُلاحظ بأن الدول العربية تعترف بأهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، وتسعى جاهدة لمواكبة التطورات العالمية فى هذا المجال، بينما مصر فهناك اختلافات كبيرة بينها وبين بعض الدول العربية فى مستوى تطبيق وتبنى التكنولوجيا الذكية، فعلى الرغم من مواجه مصر لبعض التحديات فى هذا المجال كتوفير البنية التحتية التكنولوجية، وتوجيه الاستثمارات اللازمة فى هذا المجال، إلا أن مصر تشهد اهتمامًا متزايدًا بقطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، وهناك جهود لتعزيز البحث والتطوير فى هذا المجال، كما تنشط الشركات الناشئة فى مصر فى مجالات مثل التعليم والصحة والتجارة الإلكترونية باستخدام التكنولوجيا الذكية، إضافة إلى أن الجامعات والمراكز البحثية فى مصر تعمل على تطوير القدرات فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتقديم التدريب والبرامج الأكاديمية ذات الصلة، ومن المتوقع أن تستمر مصر والدول العربية فى تطوير قدراتها فى مجال الذكاء الاصطناعى مع مرور الوقت، ولكن من المهم أن يتم دعم هذه الجهود بواسطة السياسات الحكومية والاستثمارات الخاصة لضمان تحقيق تقدم مستدام فى هذا المجال.
أين استخدمت مصر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى؟
استخدمت مصر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى مجموعة واسعة من التطبيقات والمجالات، وهناك بعض الأمثلة على استخدام التكنولوجيا الذكية فى مصر، حيث تم استخدام الذكاء الاصطناعى فى مصر فى مجال الرعاية الصحية من خلال توفير الخدمات الصحية عبر الإنترنت وإنشاء تطبيقات طبية، كما تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تطوير منصات تعليمية عبر الإنترنت وتقديم مواد تعليمية مخصصة للطلاب وتحسين عملية التعلم، إضافة إلى أنه توجد منصات للتجارة إلكترونية فى مصر تستفيد من الذكاء الاصطناعى فى تحسين تجربة التسوق وتوجيه العروض، وتم تطبيق الذكاء الاصطناعى فى تحليل البيانات المالية وتقديم خدمات مصرفية مبتكرة كالإدارة المالية الذكية، كما تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى مصر فى تعزيز الأمن ومراقبة المناطق الحساسة كالتعرف على الوجوه، بالإضافة إلى ذلك فهناك بعض القطاعات الصناعية فى مصر تستخدم تقنيات الروبوتات والأتمتة المزودة بالذكاء الاصطناعى لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف، وبالتالى فإن هذه الأمثلة تعكس استخدام مصر للذكاء الاصطناعى فى مجموعة متنوعة من القطاعات والتطبيقات، ومن المتوقع أن تستمر جهود تطوير وتنفيذ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى مصر فى المستقبل بهدف تحسين الخدمات والتقنيات المتاحة.
تمتى يمكن أن تعتمد مصر على الذكاء الاصطناعى بشكل كامل؟
الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعى هو هدف تطمح الدولة المصرية للوصول إليه، ولكنه يتطلب وقتاً طويلاً وجهوداً كبيرة، ولتحقيق هذا الهدف يجب مراعاة العديد من العوامل بدءاً من تطوير وتحسين البنية التحتية التكنولوجية فى مصر لدعم استخدام الذكاء الاصطناعى على نطاق واسع، كما يجب تطوير البرامج التعليمية وبرامج تدريبية لتمكين المهنيين من اكتساب المهارات اللازمة للاستفادة من التكنولوجيا الذكية، بالإضافة إلى ذلك ينبغى وضع إطار قانونى وسياسى يدعم تطبيق التكنولوجيا الذكية ويضمن الأمان وحقوق الأفراد، ويجب أيضاً زيادة الاستثمار فى البحث والتطوير وتشجيع الابتكار فى مجال الذكاء الاصطناعي، ومن المهم أن تستفيد مصر من التعاون مع الشركات والمؤسسات الدولية فى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعى.
ومن الجوانب الهامة أيضاً، أنه يجب على مصر أن تواجه التحديات المحتملة المتعلقة بتأثير التكنولوجيا على سوق العمل والأمان السيبرانى بحذر واهتمام، لذا من الصعب تحديد متى يمكن أن تعتمد مصر على الذكاء الاصطناعى بشكل كامل، لكن الاستثمار المستمر فى هذا المجال سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف فى المستقبل.
تما التحديات التى تواجه مصر عند استخدامها لهذه التكنولوجيا؟
تواجه مصر تحديات مشتركة تواجهها كل دول العالم عند استخدام التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي، فهناك بعض الجوانب الهامة التى تحتاج مصر إلى مراعاتها لتجاوز هذه التحديات، وذلك فيما يخص بتطوير البنية التحتية التكنولولجية لاستخدام التكنولوجيا الذكية بشكل فعال، ولضمان الاتصال السريع بالإنترنت، وتوفير البيانات، وتحسين الأمان السيبراني، كما تحتاج القوى العاملة فى مصر إلى تطوير المهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا الذكية بفعالية، وقد يتطلب ذلك برامج تعليمية وتدريب مستدام، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى أن مصر تواجه تحديات فيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا على سوق العمل، حيث يمكن أن يتسبب فى تغييرات فى الوظائف التقليدية، لذا يجب التعامل مع هذه التحولات من خلال إعادة التدريب وتطوير مهارات العمال، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال.
وفيما يتعلق بالبيانات والخصوصية، فقد تواجه مصر تهديدات سيبرانية، لذا يجب حماية البيانات والمعلومات الحساسة من هذه التهديدات، وضمان الأمان السيبرانى من خلال وضع استراتيجية واضحة وإطار قانونى وسياسى فعال لتنظيم استخدام التكنولوجيا الذكية وحماية حقوق الأفراد والشركات، ولمواجه هذه التحديات لابد من التعاون بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأكاديمية والشركات الناشئة لتعزيز التكنولوجيا الذكية فى مصر، فمن المؤكد أن هذه التحديات ستطلبتجهودًا مستدامة وتعاونًا قويًا بين جميع الأطراف المعنية، ولكن بالتزامن مع استثمار مستمر والتزام الدولة، فإنه يمكن لمصر تحقيق استخدام فعال وشامل للذكاء الاصطناعى فى المستقبل.
تما المكاسب التى يمكن أن تعود على مصر من استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة؟
الاستخدام الفعال للتكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعى يمكن أن يعود بالعديد من المكاسب على مصر، وذلك من خلال تحسين الخدمات العامة مما يزيد من جودة الحياة للمواطنين، إضافة إلى أنه يمكن أن يساهم فى تعزيز البحث والابتكار وتحفيز ريادة الأعمال، ويمكن أن تساعد التقنيات الذكية فى تحسين الإنتاجية فى الصناعات المختلفة، وقد يساهم أيضاً فى إنشاء وظائف جديدة، كما يمكن أن تعزز فرص التعليم، والأهم أنها تعزز التنافسية الاقتصادية لمصر فى الساحة الدولية، إضافة إلى أن التكنولوجيا الذكية توفر الوقت والجهد فى إجراءات الحكومة والأعمال من خلال تحسين التواصل والتفاعل بين الحكومة والشركات والمواطنين.. ويعتبر ماسبق بعض من المكاسب المحتملة التى يمكن أن تعود على مصر من استخدام التكنولوجيا الذكية، والمفتاح لذلك هو الاستثمار فى هذه التكنولوجيا بشكل مستدام وذكى لتحقيق التنمية والازدهار.
تكيف يمكن أن يهدد الذكاء الاصطناعى الأمن القومى للدول وسياستها واقتصادها؟
تواجه الدول تحديات أمنية تتعلق بالذكاء الاصطناعى، حيث يمكن أن يشكل تهديدًا للأمن القومى للدول وسياستها واقتصادها وذلك من خلال الأمان السيبرانى، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى تنفيذ هجمات سيبرانية تهدد سلامة البيانات والبنية التحتية للدولة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعى أن يشكل خطرًا من خلال التجسس واختراق الخصوصية وانتهاك حقوق الإنسان، وتوجد أيضًا تحديات اقتصادية واجتماعية تنشأ عن استخدام الذكاء الاصطناعى فى سوق العمل، كما أنتهناكتتهديدات أخرى خطيرة يمكن أن تنشأ عن استخدام الذكاء الاصطناعى وهى تطوير أنظمة عسكرية متقدمة، مما يؤثر على التوازن العسكرى والأمن الإقليمى، ويؤثر أيضًا على السياسة الوطنية والدولية، ويسهم فى نشر الأخبار الزائفة.
ولكن فى اطار توجهات الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، وتوجيهات رئيس الجمهورية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجهود وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تم وضع سياسات واستراتيجيات فعالة لحماية أمن مصر القومى والاقتصادى والسياسي، ومن ضمن هذه الجهود، تم تعزيز الأمان السيبرانى وتطوير التشريعات واللوائح ذات الصلة بهذا الشأن، بالإضافة إلى تعزيز دور التعاون الدولى للتصدى لآى تهديدات سيبرانية أو تحديات متقدمة، وما زالت الحكومة المصرية تعمل على تحديث وتطوير استراتيجياتها للحفاظ على تحقيق هذه الأهداف.
تما الحل للسيطرة على عالم الذكاء الاصطناعى؟
للسيطرة على عالم الذكاء الاصطناعى يتطلب جهدًا شاملًا من قبل الحكومات والمؤسسات والمجتمع الدولي، وهناك بعض الخطوات التى يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك، المتمثلة فى وضع الدول سياسات ولوائح تنظم استخدام التكنولوجيا الذكية، وتحمى الأمان السيبراني، وتعزز الخصوصية، كما يجب زيادة الاستثمار فى البحث والتطوير لتعزيز التقنيات الذكية وتطوير حلول جديدة، كما يتعين تطوير برامج تعليمية وتدريبية لتزويد القوى العاملة بالمهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا الذكية، إلى جانب ذلك ينبغى تعزيز التعاون الدولى لتطوير المعايير الدولية، ومشاركة المعرفة، ومكافحة التهديدات السيبرانية، ويجب أيضاً أن تُعد التكنولوجيا الذكية جزءًا من استراتيجيات التنمية المستدامة للدول، ويجب توجيه استخدام التكنولوجيا الذكية بأخلاقيات عالية، واحترام حقوق الإنسان والخصوصية.
علاوة على ذلك، يتعين أن تكون القرارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى شفافة، ويجب على المؤسسات والشركات تقديم معلومات واضحة حول استخدام البيانات، إضافة إلى تشجيع الشركات والمؤسسات على الابتكار وتطوير حلول مبتكرة تستفيد من التكنولوجيا الذكية، وأخيراً يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم زيادة الفجوة الاجتماعية بواسطة التكنولوجيا الذكية، وضمان توفر فرص للجميع.